موضوع: المشتاقون إلي شهر رمضان المب الثلاثاء أغسطس 11, 2009 3:44 pm
المشتاقون إلي شهر رمضان المبارگ
المشتاقون إلي شهر رمضان هم المسلمون المخلصون،* الذين يدعون المولي* »عز وجل*« ان يوصلهم إليه،* قائلين*: »اللهم بلغنا رمضان*«،* وليس بغريب ان يشتاق هؤلاء إلي شهر الصيام والقرآن والخيرات والحسنات وارتفاع الدرجات،* فهم يعلمون ان أيامه لها في نظر الإسلام مكانة سامية،* وفي نفوس المؤمنين قداسة وجلال ورفعة وطهر،* فهي* غذاء الروح،* ونقاء النفس،* وقوام الخلق،* وهي نعمة كبري،* وفرصة عظيمة،* لكشف سلم العروج إلي سماء الفردوس،* والاقتراب من الحق تبارك وتعالي،* معتصمين جميعا بالطاعة والايمان الخالص،* ساعين إلي الخير كله*.. يقول الرسول* »صلي الله عليه وسلم*«: »لو يعلم الناس ما في رمضان من الخير،* لتمنت أمتي ان تكون السنة كلها رمضان*«،* وما أروع أنواره ونفحاته وثوابه العظيم*!! والحق أن أيامه أكرم الأيام،* ولياليه أبرك الليالي،* وان الشهر الكريم أفضل شهور العام،* فقد خصه الله بخصائص لم يحظ بها شهر* غيره،* وميزه بمكارم وفضائل لم يسعد بها شهر سواه،* اجزل الخالق الكريم فيه العطاء للمحسنين،* وضاعف الأجر للعاملين،* وتصفد في أول ليلة منه الشياطين ومردة الجن،* وتغلق أبواب النار،* وتفتح أبواب الجنة،* وتقر به كل العيون،* وتنشرح له كل الصدور،* فبستانه حافل بالثمر،* ومنهجه يزداد بفيض كبير،* من دروس التقوي والصبر والصمود،* وطاقات البر والخير والعفة،* انه يقدم للمسلمين الصوم الذي يعصم العين واليد واللسان،* ويحفظ من الشرور والآثام،* ويمنح أعظم ما يصون الدين والخلق من التردي في مهاوي الرذيلة والفساد،* ويحمل علي عاتقه رسالة صقل النفوس،* وكسر حدة شهواتها،* وقمع هواها،* وردعها عن التعلق بلذائذ دنياها والاستسلام لمغريات النفس*. ان الصيام الذي يشتاق إليه المؤمنون المخلصون أفضل مدرسة للتربية الروحية والخدمة الإنسانية،* والتدريب علي مواجهة الشدائد،* ومصارعة أحداث الحياة بسلاح الصبر والايمان،* وهؤلاء المشتاقون يودون ان يفوزوا بما في رمضان من الرحمة والمغفرة والعتق من النار،* ويريدون ان يتمتعوا بمنحه الغالية،* ومعطياته السامية،* فيسعدوا بنظرة الله اليهم في أول ليلة منه،* فمن نظر إليه المولي* -عز وجل*- لا يعذبه أبدا،* ويفرحوا باستغفار الملائكة لهم،* لأنهم يستغفرون للصائمين في كل يوم وليلة،* ويبتهجون بالتجليات الالهية في الشهر الكريم،* حيث يأمر الله جنته فيقول لها*: »استعدي وتزيني لعبادي أوشك ان يستريحوا من تعب الدنيا إلي داري وكرامتي*«،* واذا كان آخر ليلة* غفر لهم جميعا*. ان الرسول الكريم كان أشد الناس شوقا إلي شهر رمضان،* وكان يستعد له ويترقب حلوله،* وقد وصفه أروع وصف،* حين خطب في آخر شهر شعبان،* فقال*: »أيها الناس لقد أظلكم شهر عظيم مبارك*..«،* حقا انه شهر عظيم مبارك،* يستحق الشوق العظيم والحب الكبير،* والضراعة إلي الله،* كي يبلغه المؤمنين المخلصين،* لقد نزل فيه القرآن،* هدي للناس،* وبينات من الهدي والفرقان،* وتلك نعمة لا تعد لها نعمة،* أخرجت الناس من الظلمات إلي النور،* وأعطتهم كل مقومات الحياة،* وكل فضائل الاستقامة والرشاد،* وهنيئا للمشتاقين،* فقد اختاروا اسمي ما يزكي الخلق،* وأعلي ما يربي الضمير،* وأحسن ما يحقق رضوان الله