موضوع: محمديات(17) الثلاثاء أغسطس 11, 2009 3:41 pm
محمديات(17)
طبيعة الإنسان الغفلة وما سمي الانسان انسانا الا لنسيه قال تعالي*: »ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما*« ولا عذر لنا عند الله عز وجل في عدم استثمار الزمان واحداثه وليس ذلك لذات الزمان وانما نعتني بالزمان طاعة لرب السموات والأرض وقدوتنا في ذلك سيد الأولين محمد* »صلي الله عليه وسلم*« فحياته كلها نموذج لاستثمار الزمان علي الوجه الذي يرضي الله عز وجل حتي استحق الرسول* »صلي الله عليه وسلم*« من بين ابناء البشرية كلها ان يقسم الله بحياته قال تعالي*: »لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون*« وهنا اقسم الله بحياته ولم يقسم بحياة احد من خلقه لانه هو النموذج والقدوة وهناك عبارة واحدة تكفي لكي تؤكد كيف كان يستثمر الرسول* »صلي الله عليه وسلم*« حياته وذلك حينما يقول لزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها*: »يا عائشة تنام عيناي ولا ينام قلبي*«،* اذن ليست هناك لحظة يغفل فيها عن ذكر الله عز وجل وعن اداء حق الله،* وعندما كان يدخل الخلاء يجد انه قد مضي وقت قصر فيه من عمل يرضي الله أو عن قوليذكر به الله عز وجل فكان إذا خرج يحمد الله علي العافية ثم يقول*: »يا رب* غفرانك*« فلماذا يطلب الغفران وهو لم يفعل شيئا يعتبر فيه مقصرا؟ والاجابة انه كان يري ان جزءا من الزمان قد مر عليه من* غير ان يؤدي فيه ذكرا أو شكرا لله عز وجل،* ولذلك يقول لنا صلي الله عليه وسلم*: »ما من ساعة تمر علي ابن آدم من* غير ذكر الله أو صلاة وسلام علي رسول الله إلا كانت عليه حسرة وندامة يوم القيامة*«. والساعة في اللغة العربية تعني جزءا من الوقت قل أو كثر لا يصل إلي نصف اليوم وليس معناها ستين دقيقة فهذا عرف واصطلاح بين الناس هذا هو قائد الأمة وقدوة المتقين في مشارق الأرض ومغاربها وأمته التي تستحق هذا الوصف وصفت بأوصاف كثيرة منها ما يذكره القرآن الكريم*: »كنتم خير أمة اخرجت للناس*« ومن هذه الأوصاف ما جاء في كتب الله السابقة علي القرآن الكريم ففي التوراة والانجيل وجدت محاورة بين موسي عليه السلام وبين ربه فيذكر لربه انه وجد في التوراة أمة مرحومة صفاتها عديدة ومن فيها قوله*: اني اجد في التوراة قوما هم الحمادون الذين يكثرون حمد الله عز وجل،* رعاة الشمس المحكمون* -أي الذين يراعون شروق الشمس وغروبها*- فهم يحسبون أوقات الزمان حتي يؤدوا واجبهم ومسئوليتهم لله عز وجل يقول موسي*: يا رب اجعلهم امتي فقال*: يا موسي انهم أمة محمد* »صلي الله عليه وسلم*« هذا وصفها امة تراعي الزمان،* وإذا جئنا إلي كتاب ربنا وإلي سنة نبينا* »صلي الله عليه وسلم*« فلن نجد احد حفاوة بالزمان والتوجيه إلي استثمار الزمان مثلما نجده في القرآن وسنة الرسول* »صلي الله عليه وسلم*«.
موضوع: محمديات(17) 
الثلاثاء أغسطس 11, 2009 3:41 pm
