صابر : وادي الأوراق اللي حضرتك طلبتها مني عشان تركيب عداد في الشقة الجديدة يا باشمهندس مهندس : (بيفحص الأوراق) صابر : ممكن تديني تصريح بقي عشان أروح بيه هيئه الكهرباء ؟ مهندس : مانقدرش نديلك تصريح بتركيب عداد قبل ما تدفع الكهرباء اللي عليك الأول صابر : يفتح فمه في دهشة .. كهربا ؟! جت منين ؟! دانا لسه جاي اهو عشان أركب عداد وأدخل الكهربا في الشقة . م : كل سكان المدينة قالوا كده وبعدين اتضح إنهم كانوا بيسحبوا كهربا من العمومي للشقق بتاعتهم .. ينوروها ويشغلوا بيها الثلاجات والتليفزيونات والمكيفات .. هيئة الكهرباء القاهرة بتطالب جهاز المدينة بعشرين مليون جنيه ثمن الكهربا اللي إتسرقت في السنتين اللي فاتوا . ص : بس أنا بالذات مسحبتش ولا سنة كهربا . م : ماهي كانت قدامك ص : يعني كان لازم أرتكب مخالفة زيهم ؟؟ م : ما انت كده ولا كده حاتدفع .. وعالعموم هو مبلغ تافهه بالنسبه الشقه اللي فزت بيها في المدينة الجميله دي .. مطلوب منك 30 جنيه متوسط عن كل شهر .. إضرب في سنتين بقي .. يعني 720 جنيه بس ص : أنا معترض ! م : اعترض يا حبيبي زي ما انت عاوز بس ادفع الأول وبعدين إعترض للصبح .
صابر لا يجد بدا من دفع المبلغ لكي يتمكن من تركيب عداد الكهرباء
فيتجه إلي ادارة الحسابات بجهاز المدينة ويقدم المبلغ للموظف المسئول عن الكهرباء فيرفض إستلامه فيندهش صابر للأمر ويسأله : ليه ؟؟؟ موظف : لما تدفع الميه اللي عليك الأول ص : (مصعوقا) إيه ؟! م : المييييه ص : مية إيه / دانا لسه مسكنتش م : هيئة المياه بتطالب جهاز المدينه بخمسة مليون جنيه ص : لازم علشان الجناين والنافورات اللي في حوش المبني بتاع جهاز المدينة .. إنما أنا شخصيا ما استعملتش نقطة ميه .. م : ماهي كانت قدامك ص : نعم !! .... أنا معترض م : وماله ... اعترض علي كيفك بس ادفع الأول ... ص : يعني لازم أدفع الميه عشان أقدر ادفع الكهربا عشان أقدر أركب عداد ؟! م : أييووه .. شاطر ياخويا ... عالعموم المبلغ لما يتقسم علي سكان المدينة حايبقي نصيب كل واحد تافه أوي ... ص : أمري لله
ويتجه صابر للموظف المسئول عن تحصيل فواتير المياه ويقدم له المبلغ فيرفض إستلامه
ص : ليه ؟! م : عندنا تعليمات إنك لازم تدفع فاتورة التليفون الأول ص : (مبهوتا) تليفون ؟! م : أيوه .. عندك مكالمات زيادة بميه وعشرين جنيه ص : إيه ؟؟! طيب إيه رأيك بقي أنا معنديش تليفون خالص ؟! م : ماهو كل سكان المدينة قالوا كده برده ص : هيه ؟ واتضح بعدين إن عندهم تليفونات ومخبينها تحت السرير ؟! م : لأ .. ما عندهومش تليفونات .. لكن كانوا بيستخدموا تليفونات الشارع اللي بالعملة ص : طيب يبقي حق المكالمات مدفوع أول بأول اهوه . م : لأ محدش فيهم كان بيحط عملة خالص .. أصل في لعبة معينه ممكن الواحد يعملها في زراير الجهاز تقوم تجيله الحرارة ويتكلم بدون ما يحط عملة .. ويتكلم مكالمات عاديه ونداء آلي كمان .. فكلهم عرفوا اللعبه دي وبقوا يستعملوها ص : يا ولاد الإيه ؟! والله براوة عليهم م : هيئة التليفونات بتطالب جهاز المدينة بثلاثة مليون جنيه والمبلغ ده لما يتقسم علي سكان المدينه حايبقي نصيب كل فرد تافه جدا لكن فيه معني إجتماعي عظيم جدا وهو الإحساس بالمشاركة والإنتماء .. ص : بس أنا ما استعملتش تليفونات الشارع دي نهائي .. م : الله !! ماهي كانت قدامك ص : ما عرفش أعمل اللعبه اللي بيعملوها دي م : فيها إيه دي ... تعرفها ماتعرفهاش حاتدفع يعني حاتدفع ص : يعني لازم أدفع فاتورة تليفون وهميه عشان يقبلوا مني فلوس ميه وهميه علشان يقبلوا مني فلوس كهربا وهميه علشان يقبلوا يركبوا لي عداد ... أنا معترض معترض معترض م : ادفع ادفع ادفع .. وبعدين اعترض اعترض اعترض
(صابر يشعر بالقهر والغيظ فيصحوا مارد الكرامه بداخله ويصر علي إثبات هذه الحاله الشاذه ويتجه إلي قسم الشرطة ويقدم نفسه للضابط ) :
ص : أنا ساكن جديد وعندي شقه تمليك في مدينة .. و ضابط : (يلتفت مناديا) حطه في الحجز يا عسكري
يندفع بعض جنود الشرطه نحو صابر ويمسكون به وهو في ذهول من الأمر
ص : إيه !! فيه إيه !! ضابط : يعني مانتش عارف يا حرامي يا لص ؟ ! ص : إنت إزاي تقولي لص ؟! أنا لص ! طيب سرقت إيه ؟! ضابط : إنت حاتستعبط ؟ السرقات الضخمة اللي حصلت في جهاز المدينه طول السنين اللي فاتوا .. خمسين مليون جنيه يا حرامي ص : لاهو جهاز المدينة حصلت فيه سرقات ؟! أنا أول مره أعرف الحكايه دي ؟! ضابط : ما كل الموظفين بتوع الجهاز وسكان المدينه قالوا كده في الأول وبعدين إتضح أنهم عصابة كبيره وإنت علي راسها .. ده كل من هب ودب كان بينهب من جهاز المدينة شئ وشويات صابر : إلا أنا والله العظيم .. ضابط : يكمل : فحطيناهم كلهم في الحجز صابر : أقسم بالله العظيم أنا برئ ضابط : ماتتعبش قلبي وفوت قدامي عالحجز صابر : أنا ما سرقتش حاجه من الجهاز وإوعي تقولي .. ضابط وصابر في نفس الوقت : ماهي كانت قدامك