موضوع: كلمات تهز كل قلب ينبض الأربعاء يناير 07, 2009 7:33 pm
كلمات تهز كل قلب ينبض
دخلت على مريض في المستشفى .. فلما أقبلت إليه .. فإذا رجل قد بلغ من العمر أربعين سنة ...من أنظر الناس وجها...وأحسنهم قواما، لكن جسده كله مشلول لا يتحرك منه ذرة إلا رأسه وبعض رقبته لو أخذت فأسا وقطّعت جسده من رجليه إلى صدره لما شعر بشئ
لا يدري أنه خرج منه بول أو غائط إلاإذا شم الرائحة يلبسونه حفائظ كالأطفال يغيرونها كل يوم .. دخلت غرفته .. فإذا جرس الهاتف يرن فصاح بي وقال : يا شيخ أدرك الهاتف قبل أن ينقطع الاتصال ... فرفعت سماعة الهاتف ثم قربتها إلى إذنه ووضعت مخدة تمسكها .... وانتظرت قليلا حتى أنهى مكالمته
ثم قال يا شيخ أرجع السماعة مكانها ..... فأرجعتها مكانها
ثم سألته منذ متى وأنت على هذاالحال؟ فقال منذ عشرين سنة . وأنا مشلول على هذا السرير
وحدثني أحد الفضلاء أنه مر بغرفة في المستشفى فإذا فيها مريض يصيح بأعلى صوته . ويئن أنينا يقطع القلب قال صاحبي : فدخلت عليه فإذا هو جسده مشلول كله وهو يحاول الالتفاف فلايستطيع
فسألت الممرض عن سبب صياحه .. فقال : هذا مصاب بشلل تام و تلف في الأمعاء وبعد كل وجبة غداء أو عشاء يصيبه عسر هضم فقلت له : لا تطعموه طعاما ثقيلا .. جنبوه أكل الحم والرز فقال الممرض : أتدري ماذا نطعمه .. والله لا ندخل إلى بطنه إلا الحليب من خلال الأنابيب الموصلة بأنفه وكل هذه الآلام ليهضم هذا الحليب
وحدثني آخر أنه مر بغرفة مريض مشلول أيضا لا يتحرك منه شيئا أبدا قال : فإذا المريض يصيح بالمارين فدخلت عليه فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح وهذا المريض منذ ساعات كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما فإذا فرغ منهما أعادهما لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحة ولم يجد أحدا يساعده فلما وقفت أمامه قال لي : لو سمحت .. أقلب الصفحة... فقلبتها فتهلل وجهه ... ثم وجه نظره إلى المصحف وأخذ يقرأ فانفجرت باكيا بين يديه متعجبا من حرصه وغفلتنا
وحدثني ثالث أنه دخل على رجل مقعد مشلول تماما في أحدى المستشفيات لا يتحرك إلا رأسه .. فلما رأى حاله رأف به وقال :ماذا تتمنى .. ظن أن أمنيته الكبرى أن يشفى ويقوم و يقعد و يذهب و يجيء
فقال المريض .. أنا عمري قرابة الأربعين وعندي خمسةأولاد وعلى هذا السرير منذ سبع سنين والله لا أتمنى أن أمشي .. ولا أن أرى أولادي .. ولا أعيش مثل الناس
قال : عجبا .. إذن ماذا تتمنى؟؟
فقال : أتمنى أني أستطيع أن ألصق هذه الجبهة على الأرض .وأسجد كما يسجد الناس
وأخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض .. فإذا شيخ كبير على سرير أبيض وجهه يتلألأ نورا .
قال صاحبي : أخذت أقلب ملفه فإذا هو قد أجريت له عملية في القلب أصابه نزيف خلالها .. مما أدى إلى توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ .. فأصيب بغيبوبة تامة وإذا الأجهزةموصلة به .. وقد وضع على فمه جهاز للتنفس الصناعي يدفع إلى رئتيه تسعة أنفاس في الدقيقة كان بجانبه أحد أولاده .. سألته عنه
فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين
أخذت أنظر أليه ... حركت يده .. حركت عينيه .. كلمته ..لايدري عن شئ أبدا .. كانت حالته خطيرة اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه .. وهو لا يعقل شيئا فبدأ الولد يقول .. يا أبي... أمي بخير .. وأخواني بخير .وخالي رجع من السفر .. واستمر الولد يتكلم .. والأمر على ما هو عليه ... الشيخ لا يتحرك .. والجهاز يدفع تسعة أنفاس في الدقيقة وفجأة قال الولد .... والم سجد مشتاق إليك .. ولا أحد يؤذن فيه إلا فلان ويخطئ في الأذان ومكانك في المسجدفارغ .فلم اذكر المسجد والأذان .. اضطرب صدر الشيخ .. وبدأ يتنفس فنظرت الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا في الدقيقة والولد لا يدري ثم قال الولد : وابن عمي تزوج ... وأخي تخرج . فهدأ الشيخ مرة أخرى وعادت الأنفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلي ... فلمار أيت ذلك أقبلت إليه حتى وقفت عند رأسه حرك تيده عينيه ... هززته .. لاشيء كل شيء ساكن لا يتجاوب معي أبدا .. تعجبت قربت فمي من أذنه ثم قلت : الله أكبر.... حي على الصلاة .حي على الفلاح وأنا أسترق النظر إلى جهاز التنفس .. فإذا به يشير إلى ثمان عشرة نفس في الدقيقة
فلله دُرّهم من مرضى بل والله نحن المرضى .. رجال قلبهم معلق بالمساجد . نعم
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار*ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب .
فأنت يا سليما من المرض والأسقام . يا معافى من الأدواء والأورام... يامن تتقلب في النعم .... ولا تخشى النقم ...
ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان !! بأي شيء آذاك؟!